الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة الأستاذ عميره عليّه الصغيّر يكتب: ضد التّطبيع... وضد مشروع تجريم التّطبيع

نشر في  03 نوفمبر 2023  (10:40)

بقلم: الأستاذ عميره عليّه الصغيّر
 
المبدأ في العلاقات الدولية و في السياسات الوطنية هو ان أصحاب القرار في تعاملهم الخارجي يبحثون دائما على مصلحة وطنهم ويعملون على كسب فوائد له ، أمّا المواقف العاطفية و العشوائية و العنتريات الفارغة و ان كانت ترضي غرور أصحابها وتنفّس عنهم فانها تضرّ بالمصلحة العامة.
و في قضية الحال ، انا شخصيا كمواطن ضد التطبيع مع اسرائيل من التعامل الاقتصادي و السياسي معها وحتى التطبيع العاطفي و المجتمعي لأنه لي قناعة أن اسرائيل كيان استعماري عنصري مجرم.
 
لكن اسرائيل هي جزء من نظام راسمالي عالمي يتحكم في الاقتصاد العالمي و على الحكومات و السلط التشريعية أن تأخذ الموضوع بالجدية الضرورية ان كانت واعية فعلا بمسؤولياتها.يمكن لتونس وهي ما سارت عليه (كدولة) الى حدّ الآن ان لا تطبّع مع اسرائيل و لا تتعامل معها و حتى اغلب نخبها وصانعي الرأي العام فيها هم ليسوا مطبّعين معها.
 
فسن قانون يجرّم التّطبيع يضرّ تونس أكثر مما يضر اسرائيل و لن يضر هذه الدولة في شيء. يضر تونس لأن الكيان الصهيوني كما يعلمه الجميع في علاقات سياسية واقتصادية وحتى عقائدية و عاطفية مع اصحاب القرار في العالم بداية من البنك العالمي و صندوق النقد الدولي و الشركات السياحية العالميية ...الى بقية الدوائر المتحكمة في العالم.
 
قانون كهذا سيعطل مصالح البلاد الاقتصادية و حتى السياسية خاصة بعد الخطاب الرسمي غير المسؤول الذي لا يقر بما يقرّ به الفلسطينيون ذاتهم وينادي "بتحرير فلسطين كاملة من النهر الى البحر" اي عدم الاعتراف بمقررات الأمم المتحدة و لا نستغرب ان بعد ان اُلصقت بتونس تهمة المعاداة للعنصرية ان يُلصق بها في القادم المعاداة للساميّة.
 
المرحوم الرئيس بورقيبة في سبعينات القرن الماضي وقف سياسيا و اعلاميا في صف امركا التي كانت تحارب الفيتناميين بقيادة هوشي منه وعندما لاموه في ذلك رد "ان مساندتي للفيتناميين لن تنفعهم في شيء لكن ستضر تونس و تقطع امركا عنا اعانتها و حتى حمايتها" خاصة و ان جاري بلادنا كانا يتنمران عليها.ذاك رئيس يفهم في العلاقات الدولية وهذا يساير المزاج العام دون تقدير للنتائج.
 
ملخص الأمر ان قانون تجريم التطبيع سيضر بمصالح تونس و لن تخسر اسرائيل منه شيئا، فلتواصل تونس ما دأبت عليه من مقاطعة للكيان الصهيوني دون قوانين و لا فوضى الخطابات العاطفية التي جربت وبانت عواقبها الوخيمة.
 
في الختام لست في حاجة أن أدفع عن نفسي تهمة دعاة التطبيع و كل من يعرف مساري سيقر بذلك وللمختلفين معي حق الصياح.